الرد على كاتب مقال ذكرياتي مع جماعة الفرماوية
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل خلقه أرض وسماء محمد
رسول الله
(ص) وعلى أله وصحبه الطيبين ومن تبعه إلى يوم الدين وسلم تسليما .
( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا )
(بل هو أيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم )
( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا )
فالحمد لله اصطفى عباده
المؤمنين المخلصين ليكونوا عاملين بأمره ناشرين لدينه لا يرجون من وراء ذلك عرض
ولا أجر من مخلوق , متجردين من كل هوى لا يرجون إلا وجه ربهم العلي العظيم .
كلمة حق أشهد بها وأصدع بأن
الرجل العالم محمد سالم والذي يطعن فيه كاتب المقال ماهو إلا رجل علم , نعم اختصه
الله بالعلم والحكمة من دون البشر قاطبة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده ( يختص
برحمته من يشاء ) ( نصيب برحمتنا من نشاء ) فالرجل أخلص وتوجه إلى ربه
بالكلية وعاش وقضى عمره لعبادة الله فأنعم عليه كما وعد ( ويتم نعمته عليك
ويهديك صراطا مستقيما ) ( وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الإحاديث ويتم نعمته
عليك كما أتمها على أبويك) ( قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ) (
فانقلبوا بنعمة من الله وفضل ) ( صراط الذين أنعمت عليهم ) فالله يضع
حكمته وعلمه ونعمائه حيث يشاء فهو أعلم بخلقه وعباده ولا يمنع ذلك مانع أو جاحد ...
ألا قل لمن بات لي حاسدا أتدري إلى من أسأت الأدب
أسأت إلى الله في ملكه إن لم ترضى لي ماوهب فجازاني أن زادني وسد عليك باب الطلب ... وحياة
هذا العالم كانت مليئة بالوعود الإلهية التي تحققت فيه لهي أكبر شاهد ودليل علي
صحة معتقده وصحة سلوكه وعلى ما يبدو أن
كاتب المقال أراد شيئا أن يكتبه فقط للكتابة كما كتب بقية مقالاته فقط للشهرة
وليزداد صيته ولكن سوءه أوقعه أن يضعه محاربا لدين الله دون معرفة كاملة وإلمام
تام بالرجل العالم الذي وجه إليه النقد وبما يحمل من حقائق ودون علم منه ( ومن
الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ) بل كان حديثه من وحي
الشيطان ( شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا ) .
فالرجل العالم الموجه إليه النقد ولأتباعه انتهج إسلوب دعوته من الله ومن القران
ومن رسول الله (ص) حيث حبب إلى أتباعه مجتمع الفضيلة والجنة الموعودة حيث المروج
الخضراء وأنهار اللبن العذب الذي لايتغير طعمه مما يوقف العقل .... الخ على حد
تعبير كاتب المقال فلكأني أرى كاتب المقال يطعن في هذه الوعود الإلهية ويتخذ من
ذلك سخرية ( سخر الله منهم ) . فاعلم أن الدين قد شرعه الله وحده ولم يأذن
لأحد من خلقه أن يشرع في دين الله شيئا ولا حتى رسوله (ص) فقد أنزل الله عليه القرءان
كاملا غير منقوص ولا محتاج إلى زيادة منا قد حوى فيه الدين كاملا والتشريع كاملا ,
فدين الله وشرع الله كاملا للبشرية وهو إرث ووصية من الله يتناقل في قلوب عباد
الله الصالحين , قلوب تتوارث وتتناقل الحقيقة إلى أن يرجع الناس إلى رب العالمين (
ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) ( بل هو أيات بينات في صدور الذين
أوتوا العلم ) في الصدور وليس الأفواه فهو من الصدور إلى الصدور . إذا العلم
الرباني مسلمات وثوابت قطعية الثبوت قطعية الدلالة لا تحتمل النقاش أو المراجعة
لأنها من رب العالمين فما على العباد إلا الامتثال والخضوع والتصديق ( واتبع ما
يوحى إليك ) , فالعلم الحقيقي الذي هو من عند الله موافق للفطرة السليمة
والعقل السليم فإذا لاقاهما وجد القبول والتصديق فالفطرة السليمة والعقل السليم لا
ترى في الكون إلا الخالق وما غيره من الأغيار فلا .
فالعالم الرباني والذي تلقى علمه من الله ( وعلمناه من لدنا علما )يعتبر
مرجعا وشاهد إثبات على وحدانية الله وعلى صدق رسله وعلى صدق ما ارسلوا به من عند
الله وتلك مكانة رفيعة اختصهم الله بها من
دون البشر لاخلاصهم وصدق توجههم إليه ( شهد الله أنه لا إلاه إلا هو والملائكة
وأولوا العلم قائما بالقسط ) ( ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا
بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) ( ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك
هو الحق ويهدي الى صراط العزيز الحميد ) إذا هي رؤيا حق من العلماء وليس
استحسان على حد تعبير كاتب المقال ولعل ما يخفى عليه أن الدعوة السلوكية أبلغ
وأرفع من الدعوة بالكلام وهذا ما نهجه رسول الله (ص) بأمر من ربه ( فلذلك فادع
واستقم كما أمرت ) وقوله لأصحابه (ص) || صلوا كما رايتموني أصلي || فإن لم يكن
العالم ذو سلوك إسلامي فلا يكن حجة فيما يقول ويكون كلامه مردود عليه . كما نرى أن
كاتب المقال يردد دوما عبارة ينسبها لهذا الرجل العالم وهي ,,, القلب المؤمن مؤمن
بطبيعته والقلب الكافر كافر بطبيعته ,,,, مع زيادة بكلمة( طبيعته) منه وذلك نسبة
بحهله وإلمامه بالرجل أو جهل من نقل منه وكلامه لا يحتاج إلى إبطال من الخارج
فمقاله الذي كتبه يشهد على كذبه أو كذب من نقل منه , إذ يقول فيه ومن عجائب شيخهم
قوله أن الله أنزل ثلاث كتب :
القرءان : وهو كتاب الله المقروء
الكون : وهو كتاب الله المفتوح
الفطرة : وهي كتاب الله الذي خلقه داخل الانسان قبل أن يولد وهو نسخة
من القرءان فإذا تم الحفاظ على
الطفل بعيدا عن شياطين الأنس والجن بحيث لا يفسدون فطرته شب الطفل وبداخله نسخة من
القرءان .... الخ . إذا افتراء الكاتب على الرجل لا مبرر له فهو يفتري على الرجل
فيما يقول ثم يأتي ببراءته بنفسه وفي نفس المقال وفي ذلك قصور في فهم كاتب المقال
للرجل الذي يوجه إليه النقد وعن مايحمله من علم إذ أن النقد عندما يأتي من قاصر
الفهم والعلم لا يعتدى به ولا يعبأ به , ولا أذكر أن الرجل في جميع دروسه ذكر كلمة
(طبيعة) مطلقا فإنه كان دوما يردد كلمة ( فطرة) .... موافقا لقول الله ( فطرة
الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ) أي لاتبديل
لفطرة الله هذا الدين , إذ كل مولود يولد على فطرة الإسلام أي بداخله الإسلام
الدين وإنما الذي يحدث إفساد لهذه الفطرة من قبل الشياطين فإن فسدت كره الإنسان
الحق ورفضه وجادل فيه , ومن حافظ على فطرته قبل الحق وأحبه وخضع له. إذا قول الحق
يوافق الفطرة التي ولد عليها الإنسان إذ أن بداخل كل إنسان سليم فطرة من الله
مصدقة للحق فما عرض عليه من حق قبله وأيده وما عرض عليه من باطل ليس بداخله مصدق
له أنكره ورفضه ,, وإن فسدت فطرته فما عرض عليه من حق رفضه وحاربه وجادل فيه وما
عرض عليه من باطل قبله وأيده وأذعن له لأنه فقد المصدق .
أما تحدث كاتب المقال عن
الأمية عن جهل منه ودون علم إذ يفسر معنى الأمية أنها الجهل وهذا غير صحيح
والقرءان يكذبه إذ قال الله في رسوله وهو أعلم أهل الأرض بدليل أن الله اصطفاه على
أهل الأرض جميعا والإصطفاء إنما يكون للعلم وليس للجهل ( وعلم أدم ) ( إن الله
اصطفى أدم ) ( أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ) إذ يقول فى رسوله المصطفى (
هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم أياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب
والحكمة ) ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم ) (
فئامنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته ) فوصفه ربه
بالرسول النبي الأمي ,, إذا للأمية معنى ومدلولا اخر يخفى على كاتب المقال فينبغي
عليه أولا العلم به ثم بعد ذلك توجيه النقد إن صح النقد منه .
وأما عن قوله بقلة أتباع
الشيخ فمردود عليه أيضا فعلى مر العصور كان أتباع الحق قلة كما ذكر الله في كتابه العزيز
( وما كان أكثرهم مؤمنين ) ( وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين )
( وقليل من عبادي الشكور ) ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ) ( إن
هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون ) ( وما ءامن معه إلا قليل ) ( فأخرجنا من
كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) إذا لا يعيب الحق
قلة أتباعه لانه من الله الغني فتلك حجة للشيخ لا عليه من قلة أتباعه وذالك أيضا
يعد قصورا في فهم كاتب المقال .
كما نجده يوجه نقده للرجل
العالم في تفرغه لعبادة الله وخدمته وتوكله علي الله في رزقه وشفائه وحاجاته دون
النظر إلى ما يسمى بالأسباب المزعومة ويورد الأيات التي تصدق نهجه وعقيدته ( وما
خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ) ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا
يحتسب ) ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا
قالت هو من عند الله ) ( وإذا مرضت فهو يشفين ) ويعيب على الرجل أنه لا يرى
إلا الله ولايرى مخلوقين ولا أسباب ولا أنداد فتلك الأيات حجة للشيخ على صحة ما
يعتقد وعلى صحة مساره فلهي أيات بينات واضحات هن أم الكتاب ولا تحتاج إلى تأويل
منا أو إلى ليها وتفصيلها لتناسب أهواء المنكرين كما تم لي عنق كلمة توكل إلى
تواكل ولا أعلم لكلمة (تواكل) أي معنى أو مدلول أو أصل فهي كلمة لحجب الحق ولا
يحجب بها إلا المنكرون للحق فإن يقصد بها الإتكال علي الله فقط دون شئ غيره من
مخلوقين أو أسباب أو أنداد فذاك هو التوكل فأنا أشهد بأني من المتواكلين المتوكلين
( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) توكل تواكل أيا كان على الله وليس على
مخلوق أو ............... يدل على رفعة الإنسان وعلى سلامة معتقده وسلوكه .
فأما كلمة سنة والتي يقول
كاتب المقال أن الشيخ يطعن فيها وفي الأحاديث وغير ذلك فهي كلمة أطلقها أصحاب
الأهواء وأصحاب الأغراض التحتية لتبرير ما هم عليه من فساد وتبرير تركهم العبادة
ودين الله الحق فحديث رسول الله (ص) أن ثبت عنه وأنه قد خرج من فمه أو من سلوكه
فهو النور ولا يتناقض مع ما انزل الله عليه من وحي بل هو القرءان ( وما ينطق عن
الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) ولكن ما ألفته الشياطين من أحاديث ونسبوها إلى رسول
الله (ص) بغرض حجب الحق فلا عبرة به لأنه الباطل , فسبحانه وتعالى يقول في كتابه
الذي أنزل ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ويريد أصحاب الأهواء اللعب
واللهو وتحقيق أهوائهم ويريدون أن تكون
الدنيا مشغلا وملعبا وجمعا للمال وترك العبادة والتفرغ لها ويريدون بعد ذلك صبغ
شرعية من الدين على مذهبهم الباطل فلن يجدونها .
فالله سبحانه وتعالى تكفل فقط
بحفظ كتابه وهو القرءان لحفظ الدين من شياطين الإنس والجن أن يمسوه بسوء ( إنا
نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
تنزيل من حكيم حميد ) وإن كان هنالك كتاب اخر غير القرءان ألفه البشر أو قام
بحفظه البشر بين أيدينا وهو محفوظ كما هو حتى الان لانتفى الإعجاز القراني في
الحفظ أي لكان حفظ الله سبحانه وحفظ البشر على السواء كان ذلك طعنا في القرءان
وطعنا في حفظ الله لكتابه بدليل وجود كتاب من البشر ومن تأليف البشر محفوظا من
التحريف مثل القرءان إذا لكان للأعداء مبررا للطعن فيه والتشكيك فيه . وكما أن
الله تكفل بحفظ القرءان فإنه كذلك تكفل بحفظ عبده الصالح المخلص له من مس الشياطين
, عبده الذي هو تابع لرسوله (ص) في قوله وسلوكه وعقيدته ( إن عبادي ليس لك
عليهم سلطان ) ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين ) ( إلا
عبادك منهم المخلصين ) ( فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء ) لأن
عبده الصالح موافق للقرءان والوحي والقرءان والوحي موافق له فلهما من الله الحفظ
والرعاية و العناية ( وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) فقد كان رسول الله
(ص) ومن تبعه قرءانا يمشون بين الناس بالنور والهداية وما كان من قوله وسلوكه
وعقيدته (ص) إلا من الوحي القرءاني ولم يأتي بشئ منه تشريعا منه مخالف لوحي الله
الذي أنزله عليه فالله متكفل بتعليم عبده الصالح المخلص له ما كان عليه رسوله (ص)
بأي طريق شاء فالعلم من الله والهداية من الله ( وإن الله لهاد الذين ءامنوا
إلى صراط مستقيم ) ( قل إنما العلم عند الله ) ( واتقوا الله ويعلمكم الله ) (
وعلمناه من لدنا علما ) فالذي ينكر ذالك فإنما ينكر الله الذي هو أصل العلم
ومصدره .
ومن العجب أن يصف كاتب
المقال الرجل العالم وأتباعه بالجهل لأنهم لايؤمنون ولا يرون مصدرا للعلم إلا الله
فإن كاتب المقال لايؤمن بهذا المصدر بل له مصادر للعلم غير هذا المصدر ويصف كل من
لايؤمن بهذه المصادر ويسلك طرقها بالجهل فالحق أحق أن يتبع فالله هو أصل العلم
ومصدره ومنه العلم وما دونه من مصادر هي الجهل لأنها وحي الشياطين وما يشرب منها
إلا أولوا الجهل فلا عبرة بهم ولا عبرة بما يقولون وسلوكهم شاهد على ذلك , فالعلم
الحقيقي والذي هو من عند الله يورث صاحبه الخشية من الله والوقوف عند حدوده , أي
علم يوصل صاحبه إلى الله وليس صارفا عنه ( إنما يخشى الله من عباده العلماء )
وما نرى من الذين يستقون من المصادر الأخرى والتي يؤمن بها كاتب المقال غير ذلك ,
إذا لا علم بل جهل وظلام .
واما قوله أي كاتب المقال عن الشيخ بأن الإنسان إذا تعدى سن 21 سنة
ولم يرجع إلى الله فلا فائدة من هدايته فهذا القول إفتراء على الشيخ , فالشيخ لم
يحدد من تشملهم الهداية ومن لم تشملهم بالسن وإنما قال من حافظ على فطرته هداه
الله إلى الطريق المستقيم وفتح له طريق العلم وأما الذي فسدت فطرته في أي سن كان
فهو لا يقبل الحق ولا يؤمن بالحق بل يجادل على الباطل ولكن هيهات ( يريدون أن
يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ) .
وأما إنكاره على الرجل بعدم
الأخذ بالأسباب ونفيها فذلك لعمى أصيب به فرؤيته قاصرة لا تتعدى المحسوسات فهو لا
يرى ما يراه الشيخ , فالإنسان حينما يعزله الشيطان عن الله فإنه لا يرى الله ولن
يكون الله معه فيكره الحق ولا يؤمن به ولا يرى جميل صنع الله , بل يرى أشياء
ومخلوقين وأسباب وأنداد وصدق الله ( وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا
يؤمنون بالأخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون ) ( ذالكم بأنه إذا دعي
الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا) فالذي فقد بصيرته ورؤيته وفقد مصدر النور
وهو الله رب العالمين فمن أين له بالنور الذي يرى به الله بل هو في الظلمات (مثله
في الظلمات ليس بخارج منها ) فلا يرى إلا مصنعا ومتجرا وأرضا وزرعا وعقاقيرا
وطبيا بشرا وسلاحا وجيشا مدببا ...... الخ .
وأما تفسير كاتب المقال للقوة
بأنها القوة الجسمانية والمادية فلا عجب منه حسب رؤيته التي لا تنفك من الارض رؤيا
أرضية تحتية فمعنى ذلك أن الكافر إذا تقدم بهذه الأساليب كانت له الغلبة , وكما
أسلفنا فالأعمى الذي لايرى الله تكون رؤيته وإيمانه بالمحسوسات فقط فأما البصير
الذي يرى بنور الله فلا يرى قوة مع قوة الله ولا تأثيرا في الكون لغير الله ( الذين
قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله
ونعم الوكيل ) قالوا حسبنا الله ولم ينظروا إلى دبابات أوسلاح أو غيره لأنهم
لايرون لغير الله تأثيرا ( فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن
الله رمى ) تجريد الفعل من المخلوقين ليظهر الله هو الفعال لما يريد ( ولقد
نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ) أي غير ممكنين ( إذ يوحي ربك إلى الملائكة
أني معكم فثبتوا الذين ءامنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق
الأعناق واضربوا منهم كل بنان ) ( إن ينصركم الله فلا غالب لكم ) فالنصر من
عند الله لعباده المتصلين به بمشيئته وقوته لأن القوة لله جميعا ( ولو يرى
الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا ) وتأييد لله لعباده المخلصين
العابدين القائمين بأمره ( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم
المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون ) ( وما النصر إلا من عند الله ) فما على
العبد إلا أن يرضي ربه فإن رضي عنه كان له فيرزقه ويسد حاجته ويشفيه ويدافع عنه
ويتولاه ولاية كاملة ( هنالك الولاية لله الحق ) ( أليس الله بكاف عبده ) ( وهو
يتولى الصالحين ) ( إن الله يدافع عن الذين ءامنوا ) ( وكفى الله المؤمنين القتال
) .
وأما عن إنكاره على الشيخ قوله بأن القرءان ظاهر وباطن , وأن الباطن
اختص بعلمه العلماء الربانيون , فالله سبحانه وتعالى يقول عن نفسه (هو الأول والأخر والظاهر و الباطن )ل
فالوحي وحي الله الظاهر الباطن
إلى الإنسان ذو التركيب الظاهر والباطن يسكن في عالم ظاهر وباطن ألا يكون هذا
الوحي ظاهر وباطن ليكون مماثلا للذي أرسل إليه . فالإنسان ظاهر وباطن أي حسي
ومعنوي , أما ظاهره الجسد الذي خلقه الله من طين ( إني خالق بشرا من طين ) وباطنه
تلك الروح التي تسكن الجسد وهي من روح الله ( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي )
فهو مماثلا ومطابقا أي الأنسان للكون الذي يسكن فيه ظاهر (مباني ) وباطن ( معاني )
( وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين ) أي رؤيا
لا تقف عند الظاهر بل تتعداه لترى الأسرار وإلا إن كانت رؤيا الظاهر فكل الناس يرى
, إذا لابد لهذا الوحي أن يكون مطابقا وموافقا ومماثلا لخلق الإنسان وماحوله ,أي
على شقين ظاهر وباطن ,فشقه الظاهر اللغة ( بلسان عربي مبين ) وشقه الباطن
روح لتحيا بها روح الإنسان ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ) ونور للقلب
( ما كنت تدري ما الكتاب والإيمان ولكن جعلناه نورا ) وشفاء لما في الصدور (
وننزل من القرءان ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ) وهداية للعقول ( إن هذا
القرءان يهدي للتي هي أقوم ) فيتضح جليا أن القرءان لا يسمع بأذن الجسم ويردد
بلسان الجسم فقط بذلك لايمكن الإنسان أن يعرف حقيقته ولا يمكن له أن يتذوق أنواره (
أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوب أقفالها ) بهذا يتضح أن القرءان يسمع باطنه وحقيقته
بأذن موهوبة هي أذن القلب وتفقه معانيه الحقيقية بالعقول الموهوبة المؤهلة للإطلاع
على باطن القرءان و أسراره , لذا فإن التفسير الحقيقي للقرءان أختص به علماء منحهم
الله المعرفة والعلم بأسرار القرءان إلهاما منه سبحانه وليس لغته فقط , ولو كان
القرءان يفسر بالظاهر أي اللغة فقط لكان كل من يتعلم اللغة العربية عالما تقيا
ولكان القرءان كتابا عاديا ككتب البشر يفسره البشر ولكن الله يقول عن القرءان (
وما يعلم تأويله إلا الله ) ( ثم إن علينا بيانه ) وهنالك أيات وكلمات في القرءان لا يمكن أن تخضع
لتفسير اللغة ولابد لها من كشف رباني يكشف المعاني الباطنة المرادة مثل قوله تعالى
( من كان في هذه أعمى فهو في الأخرة أعمى ) ( أفمن كان ميتا فأحييناه ) (كهيعص
) (الم ) .
وأما إنكاره على الشيخ أن
الرسول (ص) لم يوكل أحد من زوجاته لتبليغ الدين أو جزء منه , فإن الرسول (ص) لم
يوكل أحد من زوجاته في تبليغ الدين فإن قلنا بذلك فهذا طعن في الرسول (ص) في
تقصيره في تبليغ الذين كاملا ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك فإن لم
تفعل فما بلغت رسالته ) مع العلم بأن الله يخبرنا في وحيه الذي أنزله على
رسوله أن زوجات رسول الله (ص) رضوان الله عليهن كن في الحجاب وأن المرأة في زمن
نزول الوحي لم تكن تظهر في ميادين الرجال لتبلغ الرجال ولم يصطفي الله من النساء
نبيا ولا رسولا فإن ناشروا دين الله جميعا من الرجال تلقوه من رسول الله كاملا ,
فالشيطان ومن تبعه من جنده من أصحاب الأغراض التحتية و الشهوات أوحوا للمرأة
للخروج من المحراب باسم الدين والإصلاح والعلم ليفسدها ويفسد بها والقرءان بين أن
المرأة كانت في الحجاب والمحراب ( فاتخذت من دونهم حجابا ) ( وإذا سألتوهن
متاعا فاسئلوهن من وراء حجاب ) ( وقرن في بيوتكن ) ( واذكرن مايتلى في بيوتكن من
أيات الله والحكمة ) ( حور مقصورات في الخيام ) .
وأما سرد كاتب المقال قصة الكرامة في السجن والتي قصها أصحاب القلوب
الخاوية إن صحت الرواية فأنا ليس على علم بها فالشيخ هنا لايعاب عليه القول إذ قال
لأتباعه ,,,, هذا رزق ساقه الله إلينا ,,,, وذلك إن دل إنما يدل على رفعته
وإنسانيته وادميته وعدم تبديله ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
فمنهم من قضى نحبه ومن من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) إذ أنه لم يرى في هذا
المكان وفي هذا الحال إلا الله , نعم رزق ساقه الله ولم يسقه مصطفى درويش أو أي
مخلوق اخر ولكن الأعمى لايرى الله وإنما يرى مصطفى درويش ومخلوقين وأشياء وأسباب
فاعلين رازقين ومن العجب أن يتخذ هذا القول ... رزق ساقه الله ... مادة للضحك
والسخرية من الذين روؤا القصة (بل هم
منها عمون ) .
فالشيخ في جميع حاله وفي
جميع سلوكه وأقواله يثبت الفعل والتصرف لله فقط ولا يرى سواه فاعلا خالقا رازقا
شافيا حافظا ناصرا دافعا للضر مشرعا منه الهداية والعلم والنعمة منفردا في الوجود
لاشريك له ولا معين , ولكن المحجوبون عن
الله المسلسلوت بالشهوات يرون غيره فاعلا رازقا شافيا... الخ , ( فاعلم أنه لا
إلاه إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات )
وأخيرا يحلل كاتب المقال
شخصية رجل العلم وكأن كاتب المقال مرجعا للبشرية ويصفها بالكارزمية المتسلطة .....الخ ثم يقول
عقيدة الشيخ شاذة جمع فيها عقائد الغلاة في بذرة واحدة لم تنمو في المجتمع
لمخالفتها الفطرة والمنطق والعقل فاجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار على حد
تعبيره تلاعبا بالألفاظ , وتلك نظرته
ورؤيته هو ومن شاكله ونرى هنا أن ما أنكره على الشيخ في مقاله يعود ليقره لنفسه إذ
ينكر على الشيخ بقوله >> فهم يعرضون أيات القرءان على عقولهم ويعرضون أحاديث
رسول الله علي عقولهم فما وافق عقولهم كان كلام رسول الله وماخالف عقولهم كان
مدسوسا على رسول الله <<< ثم يعود إلى ما أنكره ليقره لنفسه بقوله
>>> لم تنمو في المجتمع لمخالفتها العقل والفطرة والمنطق>>> مما
يوحي بعدم فهمه فيما يجادل فيه وأنى لفطرة فاسدة وعقل مشوش أن يفهم الحق فهو الذي
يعاني انفصام في الشخصية وليس الشيخ وصدق الله ( ولو كان من عند غير الله
لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) فلم يوفق كاتب المقال في مقاله ولم يكن الله معه
بل خذله ولو أراد نصرة لله وللحق لكان الله معه ( ففهمناها سليمان وكلا أتينا
حكما وعلما ) ولكن صدق قول الله فيه ( ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في
قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم ) , واعلم أن صفوة الخلق وهم رسل الله وعلى مقدمتهم
محمد رسول الله (ص) لم يسلموا من قول المبطلين الذين لا عبادة لهم من الأذى (
إن نقول إلا اعتراك بعض ءالهتنا بسوء ) ( إنا لنراك في ضلال مبين ) ( إنا لنراك في
سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين ) ( فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال
وسعر أؤلقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر ) ( إن هذا لساحر عليم ) ( قالوا
يا صالح لقد كنت فينا مرجوا قبل هذا ) وكذا لم يسلم عباد الله الصالحين من
ألسنة دعاة الكذب مدعي العلم المنكرين وأقلام السوء , فالحق يعرض على الفطرة
السليمة والعقل السليم فيجد القبول والتصديق والإذعان والخضوع لرب العالمين ولكن
من محيت فطرته وحجب عن النوروفسد عقله لا يرى الحق فيصدقه وذاك مثل كاتب المقال
ومن كان على شاكلته ( أفرأيت من اتخذ إلاهه هواه وأضله الله على علم وختم على
سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله ) ومن العجب أن يصف
كاتب المقال نفسه ومن كان على شاكلته بالفطرة والمنطق والعقل فصدق الله العظيم (
قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم
يحسنون صنعا ) ( هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون
السمع وأكثرهم كاذبون ) .
وأرد على هذا المقال نصرا
لله ولدينه ولرسوله ولرسله وللمؤمنين والمؤمنات بل استنصارا بالله ( إن تنصروا
الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) وما فعلته من أمري بل ذاك فتح من الله وإعانة منه
, هذا .... وهذا الرد لايقصد به كاتب المقال بعينه ولا من كان على طريقته بل
لإزالة الشبهات والظلمات لكل طالب علم حق أخلص فيه لرب العالمين يبتغي وجه ربه
الكريم .. فالحق حق وإن لم يتبعه أحد والباطل باطل ولوتبعه الناس جميعا .
وبالله التوفيق ,,,,